فقدت الحافز؟ استخدم "قانون سكينر" وارجع للمسار الصحيح
في القرن الثامن عشر، بنى الفيلسوف الإنجليزي جيرمي بنثام فلسفته على فكرة أنّ البشر تحرّكهم قوتان لا ثالث لهما: الألم والمتعة. واليوم، تدعم معظم العلوم الاجتماعية هذه الرؤية. ومن بين المفاهيم المستندة إلى هذا المبدأ ما يُعرف بـ "قانون سكينر"، المسمّى على اسم عالم السلوك الأمريكي بورهوس فريدريك سكينر.
إذا بنترجم هذه الفكرة عمليًا بنسميها "أدوات الالتزام" ويعني أنك تضع لنفسك أنظمة مكافأة أو عقوبة مرتبطة بإنجاز أو عدم إنجاز مهمة معينة، مما يزيد فرصك في النجاح.
قانون سكينر: كيف تحفّز نفسك؟
وفقًا للكاتب جورج ماك، ينصّ قانون سكينر على أنّه لما تماطل أو تجد صعوبة في البدء بأي بمهمة، بيكون في الغالب عندك خيارين:
- تتركها وتخلي ألم تركها أكبر من ألم العمل عليها.
- أو تركز على متعة العمل عليها اللي بالغالب بتكون أكبر من متعة تركها.
وبما أننا نعلم أنّ دوافعنا تنحصر في الألم والمتعة، يمكننا استغلال وعينا وعقلنا لصالحنا. هذا هو قانون سكينر اللي طوّر نظرية "الإشراط الإجرائي" من خلال تجاربه على الجرذان والحمام، حيث أثبت أنّ السلوك يمكن تشكيله عبر الحوافز أو العقوبات.
هنا يظهر دور أدوات الالتزام: ضع لنفسك مكافآت للعمل على المهمة، أو عقوبات لتركها. ممكن تكون هذه الحوافز داخلية (تدفعك من ذاتك، كحبك للتعلّم أو للإنجاز) أو خارجية (تحقيق مكافأة ملموسة أو تجنّب خسارة).
ذكرت الباحثة كاتي ميلكمان من جامعة وارتون أنّ هذه الأساليب "أدوات يختارها الفرد بنفسه لتحفيز ذاته". واستشهدت بدراسة على المدخنين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين: أعطي الجميع نفس وسائل الإقلاع التقليدية، لكن مجموعة منهم أُبلغوا أنهم سيخسرون مبلغًا ماليًا إن فشلوا في اختبار النيكوتين بعد ستة أشهر، فزادت معدلات الإقلاع بنحو 30%.
طيب وش أقوى؟ الألم أو المتعة؟
نعرف أنه إذا أردنا النجاح في أي مهمة، يجب أن نبتكر لأنفسنا أدوات التزام قوية، سواء برفع المكافآت أو بزيادة الرهانات. لكن السؤال المهم: هل من الأفضل أن نعد أنفسنا بالمتعة أم أن نهددها بالألم؟
تشير الدراسات إلى أن الألم — أو الخوف من الخسارة — غالبًا ما يكون محفّزًا أقوى من المتعة. لكن الجمع بين الاثنين قد يكون المعادلة الأكثر فعالية.
اترك أمامك مكسب مغريً إذا نجحت، وخسارة موجعة إذا فشلت، الفرق بيكون دائماً في صالحك.